Friday, June 16, 2006
إبليس و الإنسان
وتحدالإنسان الذي جعل الله كل من بالسماء يسجد له ألا إبليس رفض أن
يسجد ى الرحمن لكره للإنسان بسم الله الرحمن
الرحيم} وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي
فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31){ الحجر
تحية له، وتعظيماً لله الذي خلقه. ولم يكن ذلك سجود عبادةٍ له، لأن الله لا يرضى لخلقه أن يعبدوا غيره، فكيف يتعبّدهم بذلك؟
بل كان سجود عبادةٍ لله وتحيةٍ لآدم {فَسَجَدُواْ}. واستجاب الملائكة للأمر الإلهي، لأنهم عاشوا العبودية له كأفضل ما
تكون، فليس بينهم وبين الانقياد إلا أن يصدر إليهم الأمر أو النهي، لأن ذلك هو شأن العبد مع مولاه، فلا تساؤل ولا
اعتراض
إِلاَ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}الاعراف (11) وكان إبليس يعيش مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، بل كان من الجن؛ {
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف:50] ورفض السجود، وتمرّد على الله.. وخاطبه الله بلهجة الإنكار، {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ
تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} (12) الاعراف ؟! هل هناك غموض في طبيعة الأمر، أو هناك تصور بعدم شمول الخطاب له؟ لا
شيء من هذا وذاك، لأن الأمر واضح في شموله للمجتمع كله، ولكن إبليس كان يعيش في وادٍ آخر، فقد كانت عنصريته
تمنعه من أن يتنازل لعنصر آخر، وكان هاجسه ذاته لا ربه، فهي كل شيء بالنسبة إليه؛ أما علاقته بالله، فإنها تخضع
لعلاقته بأنانية نفسه، فإذا ابتعدت عن تأكيد ذلك منه، ابتعد عنه؛ وهكذا كان جوابه:{أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ} الاعراف(12) ، فكيف
يسجد الأعلى للأسفل، والأفضل للمفضول، فعنصري أقوى من عنصره وأرفع درجة؛ {خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن
طِينٍ } الاعراف (12) فأنا مخلوق من النار وهو مخلوق من الطين، والنار تفني الطين، فكيف أتواضع له؟! { قال ما
منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين } الاعراف (12
وربما كان في ظن إبليس، أن هذا المنطق التحليلي لدوافع تمرده على السجود، يمكن أن ينفعه أو يشفع له عند الله، فيعفو عنه، ويقبل منه دفاعه…
عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول: إن العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما
عذبته، لأن كل من عداه هو مخلوق له محتقر في حاجته وفقره إليه… فمن أين يأتيهم الشعور بالكبر؟! لا سيما إذا كان
التكبر على مخلوقٍ نال الكرامة من الله، مما يجعل من التكبُّر عليه تكبراً على طاعة الله وامتثال أوامره. ولهذا أصدر الله
إليه الأمر بالهبوط من الجنة، { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيم {الحجر(34) لأنها لا تفسح مجالها لمن يتكبّر فيها، ويشعر
بالعلو والرفعة والعصيان... {فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} الاعراف (13) وطرده الله من الجنة ليشعره بالسقوط والذل
والصغار، لأن جو الجنة يلتقي بالعبودية المطلقة لله في كل شيء. وهكذا خرج إبليس من الجنة، ولكنه لم يستسلم
لمصيره، بل ظل يعيش الحقد والانتقام في نفسه.. {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} الحجر (36) وكان يبحث عن المنفذ
الذي ينفذ منه لتحقيق غرضه. وربما عرف أنّ هناك مجالاً للحصول على بعض المطالب في ما يتعلق بالبقاء مع آدم في
ظروفٍ معينةٍ وأمدٍ محدودٍ، فطلب من الله أن يمنحه الخلود في الدنيا إلى يوم القيامة، وأن يؤخر عقابه وموته.
فأنظره الله {إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }، قال تعالى: {فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ*إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} [الحجر: 37ـ 38]. وهنا كان
الشيطان قد أحرز لنفسه غرضها، وحصل على وعد الله ـ والله لا يخلف وعده ـ فبدأ بالإعلان عن العوامل الخبيثة الحاقدة
في نفسه.
إبليس يثأر لنفسه من الإنسان
قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي} الاعراف (16) والغواية تختزن معنى الضلال في مقابل الرشد. ولعل المراد: فبسبب إلقائك لي في
الضلال، بإخراجك إياي من رحمتك، وطردي من جنتك، مما جعلني أجد نفسي في الاتجاه الواحد الذي يبتعد عن الهدى،
فسأثأر لنفسي بإدخال كل هؤلاء الذين ينتسبون إلى هذا الذي طردتني من أجل موقفي منه بكل ما ملّكتني من وسائل
الإضلال والغواية... {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} الاعراف (16) {قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم }
الاعراف (16) أي لأ لتزمنّ صراطك المستقيم في ما يمثله من وحيك وشرائعك، فأجلس فيه وأرصدُ كل السائرين عليه
لأحوّلهم عن السير فيه، فأنحرف بهم ذات اليمين وذات الشمال، وأثير فيهم كل نوازع الشر والجريمة من خلال نقاط
الضعف الكامنة في داخلهم،: { ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين }
الاعراف (17
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} الاعراف (17) فليست هناك جهة لا أملك حرية
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} الاعراف (17) فليست هناك جهة لا أملك حرية
الدخول منها إلى أفكارهم ومشاعرهم وخطواتهم العملية، وعلاقاتهم البشرية، وكل أوضاعهم العامة والخاصة، لأنهم
مكشوفون لي بكل آفاقهم الداخلية والخارجية؛ فلهم غرائز يمكن إثارتها، ولهم مطامع يمكن اللعب عليها، ولهم أهواء
يمكن التحرك من خلالها. {وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} الاعراف (17) لأن أكثريتهم لا يصبرون على الحرمان والمعاناة
والبعد عن الشهوات، ولا يواجهون المواقف بروح المسؤولية الجادة التي تحسب حساب النتائج الإيجابية أو السلبية، لما
يقومون به من أعمال، وما يقفونه من مواقف؛ بل يسيرون على أساس مشاعر اللحظة الحاضرة التي يعيش معها الإنسان
توتّر الغريزة، وسعار الشهوة، ونزق الانفعالات... وذلك من خلال نقاط الضعف، وبذلك يفقدون الرؤية الواضحة التي
يستجيبون من خلالها لنداء الله في ما يأمر به أو ينهى عنه، في ما يمثل حالة الشكر العملي للنعمة الإلهية الواسعة التي
أغدقها الله على الإنسان في أصل وجوده، وفي تفاصيله المتحركة بالخير في أكثر من اتجاه.
حزب إبليس في جهنم
ولكن الله يوجه إليه الخطاب بقوةٍ وشدّةٍ واحتقار، {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً} الاعراف (18): أي مذموماً، {مَّدْحُورا}
ولكن الله يوجه إليه الخطاب بقوةٍ وشدّةٍ واحتقار، {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً} الاعراف (18): أي مذموماً، {مَّدْحُورا}
الاعراف (18) مطروداً بهوانٍ وإذلال {لَّمَن تَبِعَكَ} الاعراف (18) وسار على خطاك ورفض شكر النعمة، واستجاب
لوساوسك وإغراءاتك... {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} الاعراف (18) فاعملوا ما شئتم { قال اخرج منها مذؤوما مدحورا
لمن تبعك منهم لاملان جهنم منكم اجمعين} الاعراف (18) ، واعمل أنت في إضلالهم وليتخبطوا في ضلالهم... فماذا
بعد ذلك؟ هل تشفي غيظك، هل يحققون رغباتهم؟! إنها النار التي تجمعكم جميعاً لتذوقوا العذاب المهين.
لا سبيل للشيطان إلى إرادة الإنسان
ولم تكن مشكلة البشر من خلال وجوده واستمراره وقدرته على الوسوسة والإثارة والتزيين والخداع، ممّا يقلب فيه
المقاييس ويغير الصورة ويثير الأجواء القلقة في الإدراك الإنساني بل المشكلة لديهم من خلال إهمالهم لقدراتهم الفكرية
والعقلية وأصالتهم الإنسانية، وقاعدتهم الإيمانية، وإرادتهم القوية، لأن الشيطان لا يملك أن يشلّ إرادة الإنسان، وأن يعطّل
قدرته فالإنسان الذي خلقه الله ضعيفاً لا يعيش الضعف قضاءً محتوماً، وقدراً حاسماً، بل يملك أن يحوّل الضعف إلى قوة
ببركة الوسائل المادية والغيبية التي حرّكها الله في حياته، فاذا أهمل ذلك، فقد اختار لنفسه الهلاك بإرادته واختياره، لا
بسبب ضغط الشيطان عليه، وهذا هو الذي عبّرت عنه الآية الكريمة في قوله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ إِنَّ
اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ
أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم:22.
فنحن نلاحظ في هذه الآية أن الشيطان يتخفف من عبء المسؤولية التي يحمّلها الخاطئون له ليذكِّرهم أن دوره ينتهي عند
دعوته إليهم بوسائله المتنوعة، ولا يتعداه إلى السيطرة عليهم، فعليهم أن يتحملوا مسؤولية أنفسهم في الانحراف، لأن الله
وعدهم وعد الحق، فلماذا لم يستجيبوا له ولم يثقوا به، وانه وعدهم فأخلفهم، وقد عرفهم الله صفة الشيطان في ذلك، فلماذا استجابوا له؟!
وهكذا نجد الشيطان ـ في هذا الحوار النهائي بينه وبين الإنسان الخاطىء ـ في صورة المخلوق الذي يواجه مصيره من
دون أن يجد أحداً ممن اتبعه في ضلاله ناصراً له، كما يواجه أولئك مصيرهم من دون أن يملك نصرتهم.. لينكمش في
النهاية المهلكة في زاوية من زوايا جهنم في ساحة الذل والهوان، فيسقط كبرياؤه وتتمزق أنانيته، ويبقى آدم والصالحون
من ذريته في عزة الإيمان والإخلاص والطاعة لله، بعد أن حرّكوا إنسانيتهم في اتجاه الخير المنفتح دائماً عليه ـ تعالى ـ.
قال أمير المؤمنين عليه السلام (( الكلام في وِثاقكَ مالم تتكلم به ، فإذا تكلمت به صرت وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ، فرب كلمة سلبت نعمةوجلبت نقمة ))
ياريت النواب يفهمون هل كلام
صح اللسانج اختي كلامج ماعليه خلاف
والله يسمع منج ويسمعون الكلام ويفهمونه
جزاج الله كل خير والله يعطيج العافيه
تحياتي وعساج على القوه :)