Friday, June 09, 2006
الموِت
قبل أيام بتاريخ 6/6/2006م أفتقت إنسانه عزيزة على قلبي وقلب زوجي و أولادي اختطفها الموت بلحظات لم
يعطينا فرص بسرعة أسرع من البرق قبل لحظات كانت تتحرك وألان هامدة بلا حراك ولأنفس وجسدها ابرد من
الثلج ووجهها كل بدر سبحان الله هكذا سوف نترك الدنيا بوقت لا نعلمه وٍبلحضه ودون أستاذان تختفي كل
أحلامنا وتشعر أن العالم اصغر ما يكون وتشعر بدموع تنزل دون توقف لا تستطيع أن تستوعب الحدث ولكن
بمجرد أن تقول أن لله وان أليه راجعون لأحوله ولا قوته إلا بالله تشعر بتحسن عجيب . سبحان الله هكذا الإنسان
ضعيف لا حول له ولاقوه بلحظه ينتهي إلى الأبد بلا رجعه من منا جعل الموت عبره يعتبر منه ويوثق ارتباطه
بالله سبحانه و تعاله قل{ إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } من منا تأهب لهذا اليوم الموعود الآتي لا
محال منه سوف نترك الأحبة والأهل ونكون وحيدين نحن وأعمالنا وما حصدناه من الدنيا خير أو شر .كتبت
لأذكر الناس أن الدنيا فانية واسمها دنيا أي الشيء الدنيء يا أهل الغفلة أيها المسلمون أيها المسلمات:
((أكثروا من ذكر هادم اللذات))يقصد الموت بهذا أوصى نبيكم محمد . كلام مختصر وجيز، قد جمع التذكرة
وأبلغ في الموعظة؛ فمن ذكر الموت حق ذكره حاسب نفسه في عمله وأمانيه ولكن النفوس الراكدة والقلوب
الغافلة – كما يقول القرطبي رحمه الله – تحتاج إلى تطويل الوعاظ وتزويق الألفاظ.لقد وقف نبيكم محمد على
شفير قبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال: ((يا إخواني لمثل هذا فأعدوا))اوسأله عليه الصلاة والسلام رجل فقال:
من أكيس الناس يا رسول الله؟ فقال: ((أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم استعدادا له، أولئك هم الأكياس ذهبوا
بشرف الدنيا وكرامة الآخرة))اأيها المسلمون: اذكروا الموت والسكرات، وحشرجة الروح والزفرات، اذكروا
هول المطَّلعَ. من أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي
الموت ابتلي بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة.هل تفكرت يا عبد الله يوم
المصرع، يوم ليس لدفعه حيلة، ولا ينفع عند نزوله ندم. أزِلْ عن قلبك غشاوة الغافلين، فإنك واقف بين يدي من
يعلم وسواس الصدور، ومن يسأل عن لحظات العيون، ويحاسب على إصغاء الأسماع:{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ
مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة]:18أيها المسلمون: توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، ((بادروا بالأعمال قبل أن تشغلوا، فهل
تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشرٌّ غائب
ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأم))رُّلا تكونوا – رحمكم الله – ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويؤخر التوبة
لطول الأمل. وقد علمتم أن الموت يأتي بغتة.أكثروا من زيارة القبور فإنها تذكر الآخرة. اعتبروا بمن صار تحت
التراب وانقطع عن أهله والأحباب، جاءه الموت في وقت لم يحتسبه وهول لم يرتقبه.وليتأمل الزائر حال من
مضى من أقرانه، أكثَروا الآمال وجمعوا الأموال انقطعت آمالهم ولم تغن عنهم أموالهم، محا التراب محاسن
وجوههم، وتفرقت في القبور أشلاؤهم، وترملت من بعدهم نساؤهم وقسمت أموالهم ومساكنهم:{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا
فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَـٰكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَـٰكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ }[الأنعام]:94اتقوا الله رحمكم الله وارجوا الدار
الآخرة فتلك دار لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها، ولا يبلى نعيمها، ولا يتغير حسنها
وإحسانها وحِسانُها، يتقلب أهلها في رحمة أرحم الراحمين:{ دَعْوٰهُمْ فِيهَا سُبْحَـٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ
وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ} [يونس:10].وأخيرا لابد من اغتنام الأوقات قبل رحيلها، لقول النبي
عليه الصلاة والسلام: ((اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل مرضتك، وفراغك قبل شغلك،
وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موت))كاللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا
اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا
بعدهسؤل الإمام احمد : كم بيننا وبين عرش الرحمن ؟قال : دعوه صادقه .اللهم لي غالي كالدرر المنثور يفضي
علي بهجه وسرور فأسكنه جنة وقصور وضاعف له الأجور وإجمعني به على منابر من نور
عظم الله اجرك حجية والله يرحم مواتكم وموتى المسلمين اجمعين
ونسال الله يرحمنا برحمتة
لاهين بالدنيا اللهم ياكافى
عسى الله يعطينا خيرها ويكفينا شرها